الرحمة
خلق الرحمة خلق عظيم وخصلة حميدة دعت إليه الشريعة وقررته، وأثنت على الراحمين.
ومن أسماء الله تعالى الرحيم الذي رحم الخلق بخلقهم ورزقهم وهدايتهم، وفي حديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي" رواه البخاري.
وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثالاً على رحمة الله للعبد:فقد رأى امرأة متلهفة على ولدها، تبحث عنه، فلما رأته، تلقفته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟". قالوا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها !" رواه البخاري
بل بين الله عز وجل أن مقصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم للعالمين إنما هو لرحمتهم فقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). هكذا بإسلوب القصر ، يعني النفي ثم الاستثناء، أي أنت لست إلا رحمة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم –في الحديث الصحيح "أيها الناس .. إنما أنا رحمة مهداه".
فكما أن دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - للعالمين؛ فهذه الرسالة رحمة للعالمين جميعاً.
ولذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالرحمة، فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قال :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ ".